( الكاتب حسين علي العبيدي)

 -رسالةٌ من (طفلك الباحثِ عن حنوك)

          إلىٰ (الحبيب المغترب)



سلامٌ لكَ منّي يا قرّةَ العين،


أرسِلُ إليَك هذهِ السّطور بعدمَا ضَنَىٰ حَالِي، وأضرَمَت آلاف النِّيران فِي جَوفِي الأهوج، عساكَ تَعرفُ حَجمَ البُؤسِ الذِي يَعتَرِينِي، فَلَم تُكَلِّل عَيناي البَليدة بشَرفِ النَّوم مُنذُ ألفَ نَدبةٍ وكَلِم،  فأصبَح الديجُور مَلَاذِي المُعتَاد والأرَقُ والنِسيان أحَد صِفاتِي. كَتبتُ لَك هذهِ الكَلِمات بِصدقٍ شديدٍ لدرجةِ أنَّهَا سَتُحدّثُكَ بِصرَاحةٍ مُطلَقَة دُونَ قِيُود، دُونَ حدُود، كالثَّمِل الذِي يَفصَحُ عن كُلّ شَيءٍ بَعدمَا شربَ قدحَ الخَمر السادس. سَتَصِلكَ كَلمَاتِي هذه مُترَاصِفة  بِمُنتَصَفِ الوَرَقَة وفِي حَالةِ تَأهّبٍ قُصوىٰ كَي تَقرأهَا وَاحِدَةً تِلوَ الأخرَىٰ، وَقبلَ أن أختَتِم الحَديثَ وأضَعُ نُقطةَ النِّهاية سَأرجُو مِن اللّٰه أن تُبين رِسالتِي هذهِ شَوقِي العَظِيم إليَك وتُعرِب عن المَكنُونَاتِ البَائِسَة التِي بَاتَت تُمَزّقُ أحشَائِي، فَتَأتِي إليّ او تأخذني إلَيك، فَأنَا أتُوقُ لِلِقَائِك هَارِبًا مِن الدُّنيَا القَاسِيَة يا مُهجَتِي الغَائِبة وحبَيبِي المُغتَرِب.




إقرأ أيضا
شارك
إشترك في بريد المدونة السريع لتبقى مطلعا على الأحداث أولا بأول.

المواضيع ذات صلة