الصمت المسموع

الصمت المسموع

 •• الصمت المسموع 

 

 كان قائد يَتمتع بحياة مُستقرة وهادئة ولكنهُ لم يعلم بأن القدر في طريقهِ إليه بخيبات وحَسرات تجعل من أماكنهُ المقدسة فساداً،  تَجعل من ضحكتِه بَكَّاءََا،  تجعل من ثرثرتهِ صمتاً.  

كان قائد في مُقتبل العمر،  عمرهُ ما بين الثامنة عشر والتاسعة عشر كان يُحب الحياة ولديه أُمنيات كثيرة تصل إلى السَماء، تفاجئ بوفاة أحد المُقربين عليه فأظلمتْ الدنيا في عينه ولكنهُ قاوم إلى أن اعتادَ وأكمل دربه مكسوراً حتى عند دخولهِ في عقده الثاني فالتقى بفتاة أسماها (سِمسمة) تعلق بها جداً ورأى ما فقده بها وأصبحت من أولويات طموحهِ،  قائد خسر الكثير من أحلامه ولم يبقى له سِوى حلمين: أحدهما تلك الفتاة وبعد معاناة قد وصلة إليها وهو سعيد جدًا بتحقيق ذلك الإنجاز بنظره،  عاش معها أيام جميلة ردت إلى روحهِ الروح كان يتَحدث معها طوال الوقت وكان يقول لها كثيرًا بأني أخشى الليل بأن أَقضِيه لوحدي فلا تتركيني ابدًا،  اعطيني وعدً يا سمسمه؟ 

 فقالت له:

 وعد ياقائد مهما حصل لا أترِكُك وحتى الموت لا يُفرقنا فأن متُ قبلك عليك أن تَموت حياً الى أن تأتي اليّ وأنا كذلك فقال له موافق على ذلك.  بعد فترة من الزمن حَصل الكثير من المشاكل كان يُحاول تهدئة الأمور

 

 ولكن قد خَرجت زِمام الأمور من يديه وكأن في ذهنِه الكثير من الأسئلة أجوبتها مُبهمة،  لِماذا قد وَصلنا لهذا المَرحلة؟  لماذا أراها تغيرت كثيرًا؟  لماذا تركتني معصوب اليدين مع الليل وقد تعلم بأني غير مهيئ للقتال مجددًا؟

 إلى أن حصل الفِراق بجدية وكانت بِمثابة يوم وفاته،  حاول مرارًا وتكرارًا أن يقف على قدميه ولا يَكترث بما حصل، أمسى وحيدًا تقاتل مع الليل مرةً أخرى بمفرده وكان يَخجل بأن يطلب من الله أن يُقويه على نسيان سِمسمة وقد كان يطلب منهُ أن يحفظها له مُسبقاً.

  عاش في دَوامة لا يتمناها لِعدوه


، عاش وهو على هامِش الحَياة وفي هذا الأثناء اتجه إلى صديقهِ المُقرب لكي يقول ما في خاطره ولم يراه،  هو أيضًا خذله فقرر أن يَقوم دون مُساعدة من أحد،  سَقط واستَقام وثم سقط واستقام إلى ما لا نهاية،  كان يرى نفْسه قوياً جدًا لذلك كان حزيناً جداً؛ لان شخصًا ما استطاع أن يطرحهُ أرضًا،  كان لا يستطيع النسيان ولا حتى التَناسي،  كان كل يوم يَخوض معارك الى حد الهَلاك ثُم يرقد ولم يرى السلام.

  في يومٍ كمثل سائرهِ رأى سمسمه مع شخص غريب لم يَستطع تَحمل المنظر وصار اشبه بالمجنون من شِدة الموقف وبعد ذلك استوعب بأن كل الذي حصل هو سيناريو مُدبر ومُلفق في الظلام كلونها،  تقصدت سِمسمه بأن لانصل الى حل لكي تَرحل مع ذلك الشخص الذي لَربما رأتهُ افضل مني،  يااللهِ ما هذه الذكريات اللعينة لماذا لاتتركني فكل شيء يذكرني بِها.  

بعد مرور سنة على ذلك الموقف وهو الآن لا يَحن ولا يشتاق ولا يكره ولا أي شيء أصبح لا يَشعر بشيء أصبح ميتْ القلب وهو على أمل أن يكون بِخير في السنوات المُقبلة.


  العبرة: 

 كسرك سيكون على قدر ثقتك فاحرص على إبقاء جزءاً منك لا يَثق فقد تَحتاجه في وقتٍ لاحق لإنقاذ نَفسك من التَهلكة التي يتمناها لك من كان يُحبك والآن يكرهك فهو لا يرحمك كما يفعل عدوك مَعك. 

 

 * يوسف جاف

* العراق




إقرأ أيضا
شارك
إشترك في بريد المدونة السريع لتبقى مطلعا على الأحداث أولا بأول.

المواضيع ذات صلة