•• نخيلٌ مقدس 


كالكاتب الاعمى ساكتب قصتي 

وأقول أن الوحي رتل سورتي 

لست النبي ولا اريد قداسةً

فابي عراقٌ و الحمائم إخوتي 

هي نخلةٌ أُمي بجِنح ظِلالها

أُرضِعتُ تمراً و الجمالُ بسُمرتي 

فورثت اخلاقاً و غيرة فارسٍ

وورثتُ جرحاً في مقدَمِ جبهتي 

مُذ كنت طفلاً كان ينزف في فمي

حتى كبُرت فصار يسرق بَسمتي 

و لِمَن أظَلُ إذا الديار مآتمٌ

من أجلِهم للخُلد تبدأ رحلتي 

إني توضأت الفرات طهارةً

لأُقيمَ نافلةً بكعبةَ دِجلتي 

كفُّ الحسين تصبُ كأسي عزةً

من قبل أن تأتي كفوف الذلةِ 

البستُ أولادي ثياب شهادةٍ

كي يُعرف الأطفال درب الجنةِ 

أنا سومريٌ، بابليٌ، مسلمٌ

لوني العراق و شاعرٌ بالفطرةِ 

هذهِ البلاد قصيدةٌ لا تنتهي

فالبيت يُولد إذ أفارق نبضتي 

الارضُ تحتاج الدماء لترتوي

لا جرح بعد الناي يَعصر بسمتي 

و الحبُ سلطانٌ يصوغ رسالةً

من بادئ الأوجاع حتى القُبلةِ 

مذ كُنت طِفلاً لم أُعانق دُميتي

داعبت باروداً بأول خطوةِ 

الحرب تَزرع في الطفولةِ شيبها

وبوجه كل الظُلم أُشهر وردتي



* فيصل الحسني


إقرأ أيضا
شارك
إشترك في بريد المدونة السريع لتبقى مطلعا على الأحداث أولا بأول.

المواضيع ذات صلة