حربٌ داخلية،
الغبار المتصاعد، إنعدام الرؤية، ذلك الدخان الكثيف، عم السكون بعدَ ضجة المعارك، أنتهت الحرب وبانت ملامح الفقد والغربة في داخلي.
كأنني مُبعثر إلى أشلاء تناثرَ كلُ جُزءٍ مني الى صوب،
أنظرُ هناك بينَ الحطام كأنني أرى قلبًا مُقطع الأوداج لهُ نبضٌ ضعيف؛ اشيح النظر يمينًا ارى نفسي مقطعة،
ماهذا الذي يحصل؟
ترتابُ روحي من هول المنظر وتتجول بين حطامَ جسدي متسائلةً ما الذي حدث هنا؟
خفتَ ذاكَ الضياء في روحي وأصابها الحزن على ماحدث بعد خروجها من جسدي، تذهب صوبَ عقلي فتراه جريحًا مُنهكًا، لكنهُ على قيدِ الحياة عكسَ ذلك القلب الميت!
تساءلت ماذا حدثَ بعدَ رحيلي عنكم؟
صمتَ عقلي قليلًا ليستجمع قواهُ الخائرة، ثمَ قال : إنها آثارَ ذلكَ الحب القديم فالقلبُ يأبى أخراجهُ منه على الرُغمَ من الهجر؛ والنفسُ ذات طبعٍ غريب تهوى من يُذيقها العذاب.
وأنا أخبرهم أنَّ لا يبقوا متمسكين بذلكَ الوهم، فلم يعد هناكَ شيءٌ بعدَ الرحيلِ والغربة، رُغمَ التعلق لكنها رحلت عنكم، ما إنْ سمعوا ذلكَ الكلام حتى أغاروا عليَّ جميعهم وأرادوا إسقاطي أرضًا، لكني أبيتُ ذلك لأنني كنت أعلمُ جيدًا كيفَ ستكون النتيجة وأعلمُ أنهُ لم يكن حبنًا حقيقيًا، فلو كانَ خيرًا لبقى .
يوسف الطاهر