العنف الاسري
(الإضطهاد النفسي داخل الأسرة)
نهاد الطفيلي
على الرغم من التطور الذي وصلنا إليه والعلم، والمعرفة التي أصبحنا عليها في وقتنا الحاضر، لكن لا زالت هناك أسر تُمارس الأضطهاد النفسي داخل الأسرة؛ وتسبب إضطراباتٌ، ومشاكل نفسية لأبنائها.
لا زالت هناك أسر تفرق بين الذكر، والأنثى وتميل د بشدةِ إلى جهة الذكر وتنظر اليه بمنظورٍ مختلف...
فيعلموه أن يقسو على أخته الأنثى، وأن يوبخها بشدة أو حتى يعنفها فهو الرجل المسيطر ولهِ الحق في ذلك؛
ويخبروه بإنها لا يحق لها الخروج، ولا يحق لها التحدث بوجودك، ولا يحق لها سوى ما تراه أنت صحيح ومناسبٌ لها،
أنا لست ضد فكرةً أن يكون الأخ له السيطرة لكن ليس بجميع الأمور .. وليس لأنها أنثى أذًا يجب عليها أن تصمت وتطيع، الأنثى أيضًا روح خلقها الله لا تفرق عن روح الرجل بشيء؛
فلماذا الأهل يميزون فور أن حدثتهم، لماذا التمييز بينه وبينها يخبرك الأب أنه الرجل الذي يتولى المسؤولية من بعدهِ،
أما الأم فتخبرك أنه الفتى المدلل الذي تحملت الكثير لتنجبه لقد عانت من المجتمع لكونها تنجب إناث فقط.
يرون الأنثى شيئًا مهمشًا مصرين على أن يجعلوا منها نكرة وهي نصف المجتمع لها دورٌ فعالٌ في كل تفاصيل الحياة،
يكفي أنها الأم هل سمعتم بتكون مجتمع وتكوين حياة وأسرة من دون أنثى؟!
ولا تقتصر التفرقة في مجتمعنا على الفتاة فقط أحيانًا يفرقون بينهم من ناحية الذكاء أيضًا،
فيوهمون البعض أن الفتاة أذكى من الفتى أو العكس وكلما تحدثوا قالوا إن الفتاة جيدة جدًا أما الفتى فاشل، يحطمون بهذهِ الأقاويل نفسيته منذ الصغر وينمون روح التفرقة بداخله بل ويجعلوه يحقد ويكره أخته...
والبعض الآخر يهملون الأبناء ولا يضعون الفوارق بل كلما في الأمر ينشغلون عنهم، يحرموتهم من الحنان، والعاطفة، ويبذخون عليهم بالنقود والهدايا لأنهم يعتقدون بأن المادة كل شيء؛ كم من فتى وفتاة كانوا بحاجة إلى أمٍ أو أب يسمعونهم، ينصحون،هم يعلمونهم كيف يميزون بين الخطأ والصواب.
حقا إلى الآن مجتمعنا يتواجد به أسر تضطهد أبنائها بتربيتها لهم وتجعلهم يتصرفون بتصرفات خاطئة وبعدها يندبون الحظ ولماذا رزقوا بمثل هكذا أبناء ولماذا هذا الأبتلاء؛
كم من فتاة وفتى يعانون في زوايا غرفهم من إضطهاد بسبب التربية الخاطئة ولكنهم لا يتكلمون خوف من الأهل، وخوفٌ من المجتمع؛
لذا يجب علينا أن نأخذ بعين الأعتبار أن بعض الأهمال والكلمات مهمة وإن كانت بسيطةً لأنها تؤثر في نفسية الأبناء؛ فيجب أن نراعي مشاعرهم ولا نميز بينهم لِنكون مجتمع واعي ومدرك يأخذنا بشبابه الى مستقبلٍ أفضل كي نبني جيلٍ سليمٍ، واعٍ عملًا بمبدئ "كلما صلحت سريرة الآباء صلحت سريرة الأبناء" .