" مَلاذ ".
أحتاجُ ما يَكفي مِن الأحجارِ كَي أبني مَلاذاً لي ،
مَلاذاً في المَجاهيلِ البَعيدَةِ ،
لا أزُوْرُ ولا أُزارُ ،
لَكَم جَميلٌ أنْ تَرَى الأشياءَ رُؤْيا العَينِ ،
تَبني بَيتَكَ الأبِنوْسَ مِنْ شَجَرِ الطَّبيعَةِ ،
يا وَحيدُ ، تَظَلُّ في الدُّنيا وَحيدَاً ،
إنَّ حَظِّي مِثْلُ حَظِّكِ يا طُيورَ ،
أَظَلُّ وَحدي
في المَجاهيلِ البَعيدَةِ ،
لَيتَني لَو جِئتَ قُربي يا حَمامُ ،
وَلَيتَ لَو عادَ الصِّبا ،
أو عادَتِ الأشجارُ مِثلَ حَديقَةٍ غَنَّاءَ ،
هَل يَومَاً تَراني يا ابنَ أُمِّي؟ ،
إنَّني لا حَولَ لي في هَذهِ الدُّنيا ،
وَأيَّامي هُراءٌ لَيسَ فيها ما يَسُرُّ ،
وَلَيسَ عِندِي غَيرُ ما أبقَتْ لِيَ الأيَّامُ مِنْ حُزنٍ وَهَمٍّ ،
إنَّني في هَذهِ الأيَّامِ أَحسِبُ ما تَبَقَّي ،
ما تَبَقَّى لِي مِن الدُّنيا وَأُقْرِئُها السَّلامْ .
_شارع حسن رباط العابدي