(حروف على ورق)
تائِهةٌ. . حائِرة. .!
جالِسةٌ في إحدى زَوايا غُرفَتي اَلصَّغِيرَة
لا أحد مَعي سِوى وحدَتي تُصاحِبُني، أشعر بِالتَّعَبِ، الكَلل والمَلل، أشعر بأنَّ كل شيء انتهى وتَوقفتْ الحيَاة فجأةً!
أحلامي تَلاشت وانتَهت كَرذاذ عطرٍ تَبخر وانتَشر في الهَواء.
تَوقف عَقلي عن اَلتَّفْكِير، نَبضات قلبي بَدأت تتباطأ، اُنْظُرْ إلى مِرآتي فَأرى شخصٌ آخر شاحِب الوَجه يُوَبِّخنِي بأنّي قد انتَهيت!
أُحاول استجماع قوّتي لأقِف، فأسقُط أرضًا،
أُعاوِد النهوض مِن جَديد مُتوجهةٌ نَحو طاوِلَتي التي يملأها الغُبار، فأستَجمع أوراقي المُبعثرة، لأقرأ حروفي اَلْمُوَشَّحَة بِوشاح الألم، فأنظُر حَولي فَأجِد كُل شَيء قد بات حَزِينًا فأعيد اَلنَّظَر مرةً أُخرى على أوراقي فأشعُر كأنَّ حروفي تُخبِرُني بأنّ أَقف من جَديد لأجلي ومِن أجل لَملَمة أَحْلَامِي التي تلَاشت، فأتجه لِفتح نافِذتي فَيمتَد ضَوء اَلشَّمْس إلى الداخِل
وتُغرد العَصافير بالقُرب مِن النافِذة مُغردةٌ بأنّ اِجْلِسْ بالقُرب مِنها لأُلقي لَها نُصُوصًا وَانْثُرْ لها حبوبا، فأبتَسم وأَخرُج مُسرعة حَامِلَة كِتاب (أحببتُك أكثر مِما يَنبغي ) مع كوباً مِن القَهوة وحبات القَمح لأجلس بالقُرب من تِلك العَصافير الجَميلة مُتَأَمِّلَة ما في اَلسَّمَاء من غيوم صافية مع ابتِسامة كبَيرة.
تبارك سفيان