الثورة تتحدث
أنا خُلقتُ من أجل إسترجاع الحقوق، ومستقبل مشرق لأبنائي،
لماذا تركتموني وحيدة أصارع مع الذئاب؟
أين توارى أحراري الّذين كانوا يتكلمون باسمي؟
ألا من ثائرٍ يأخذ بثأري، أين هجرتم هيامكم لي؟
(الطّفلة تشرين)
كنتُ ذاهب لتلك َ السّاحة دخلتُ إلى النّفق ورأيتُ طفلةً صغيرةً في أخره؛ ذاتَ عيون زرقاء جميلة وشعرًا أشقر .. كأنها ملاكٌ نازلٌ من السماء.
سألتها عن أسمها فأجابت "تشرين" وهي تبكي قلت لها :
لماذا أنتِ هنا وحدكِ وتبكين يا حبيبتي؟
قالت : أبكي من شعبي الّذي تركني وحيدة، وعلى وطني، وحقوقي الّتي سرقتها مني تلك المجموعات الّتي تحكمني خلف قناع الدّين والمذهب؛
فقلت لها : لا تبكي يا صغيرتي،
كلّ شيء سيزول ويرحل، وسيبقى العراق شامخًا، عاليًا...
فأبتسمت الطّفلة وأختفت فجأةً وأنا أكملتُ بعدها طريقي وكأنّ شيئًا لم يكن.
يومًا ما سيكتبُ التّاريخ بأن هنالك شعبًا غدرَ وطنه وتركه ينزف من أجل أن يرضي مبتهل ومبيد !
رسالة شهيد :
"من ترك دمي وحقي وباع وطني للطُغاة؛ فهو شريك معهم في إجرامهم"
فيا أيها الثّائر الحرّ :
من أجل تلك الطّفلة المسكينة لا تترك الوطن وحيدًا .
مازن عبد السلام