*الوعي...بين اكتشافات الفيزياء الحديثة والفلسفة المعاصرة*

*الوعي...بين اكتشافات الفيزياء الحديثة والفلسفة المعاصرة*



يشكل الوعي بشكل عام المركز الرئيسي لحركة الانسان وفكرهِ وسلوكهِ، وهو ما يقصده كل من يريد تغيير فكر او سلوك شخص ما وهو ما قصدهُ الانبياء (عليهم السلام) والمعلمون من قبل لتوجيه الافراد حين اراد تغيير الفساد الذي كان سائداً في حينهِ... قال تعالى:_ ( ان الله لايغيرُ مابقومٍ حتى يغيروا ما في انفسهم)


الوعي بوصفهِ حالة ذهنية تتمثل في ادراك الانسان للعالم على نحو عقلي او وجداني وان يمتلك شروط وجوده على نحو ذهني وتأسيساً على هذا يتلى الوعي الانساني على صور شتى تتباين بتباين المجال المدرسي او موضوع الوعي، حيث ان يعرف الانسان اشكالاً  من الوعي، كـ الوعي الاجتماعي وما يتضمنهُ من الوعي الديني و السياسي والاخلاقي، وهو شحنة عاطفية قوية تتمكن من كثير من مظاهر السلوك لدى الفرد ويتم تكون الوعي من خلال العمل التربوي في مختلف مراحل التعليم كما ان الوعي اكثر قابلية لدعم توجيه السلوك في الاتجاه المرغوب. 


في المجمل ان الطاقة هي اساس نسيج الكون، وكل تراكيب واشكال الحياة التي نعرفها من المادة تأتي من الطاقة، اذاً نستنتج من الطاقة بمفهومها الشامل هي مجموعة الحقائق والنوايا والافكار والصلوات والمعتقدات لذلك فأن الترددات الطاقية العالية من الوعي حقائق عالمية روحانية.


ان الوعي هو الحقل المعلوماتي الكوني  الذي يربط كل شخص و كل كيان بكل شيء حوله..

لا يعني ذلك ان الغموض قد اختفى تماما ، في الواقع انه لا يزال متغلغلاً  في هذا الامر كما كان دائماً، الفرق الان اننا نعرف عن الدماغ ما يكفينا للاستعداد لمواجهه المشكلة على نحو مباشر.


كيف يمكن لإطلاق النبضات الكهربائية من ملايين الخلايا الدماغية تجربة واقعية ذاتية شخصية اذا اردنا احراز اي تقدم في ما يتعلق بفهم مسألة الوعي فعلينا التعامل مع هذا الامر بجدية تامة. 


هناك الكثير من الاشخاص الذين يدعون انهم قد وجدوا حلاً للغز الوعي، وهم يقترحون نظريات موحدة عظمى ونظريات ميكانيكة كمية ونظريات روحانية حول "قوة الوعي" وغيرها الكثير.... لذلك الكثيرين يتجاهلون الفجوة العميقة او "الهوة السحيقة"  بين العالمين المادي والعقلي، ومادام هؤلاء الاشخاص يتجاهلون تلك المشكله فأنهم لن يتعاملوا بفاعلية مع الوعي بأي حال من الاحوال.


تلك المسألة ليست الا تجسيداً معاصراً لمسألة العقل_الجسد التي حيرت  الفلاسفة  مدى اكثر من الفي عام.

المشكلة انه فيما يتعلق بالتجربة الانسانية العادية يبدو ان هناك نوعين من الاشياء مختلفة تمام الاختلاف دون وجود وسيلة واضحة لربهما معاً.


من ناحية اخرى هناك تجاربنا الذاتية فيمكنني الان مثلا ان ارى المنازل و الاشجار الموجودة من على تل بعيد وانا اسمع بوق السيارات على الطريق الرئيسي واستمتع بدفء غرفتي وحميميتها وان اتسائل ان كان صوت الخدش الذي اسمعهُ صادراً من القطة التي تريد ان تدخل غرفتي؛ ان كل تلك الاشياء تجارب خاصة ولديها طابع لا يمكنني نقلهُ الى اي شخص اخر . في نفس الوقت قد اتسائل هل تجربتك مع اللون الاخضر هي نفس تجربتي معه؟ او هل تشم للقهوه نفس الرائحة التي اشمها؟ 

لكن لا يمكنني الجواب عن ذلك ابداً  تلك التجارب الغير القابلة للوصف ما يطلق عليه الفلاسفة اسم "تجارب الوعي الذاتية" وان كان هناك اختلاف كبير حول وجود تلك التجارب من الاساس، فحمرة ذلك الكوب الاحمر الزاهي هي تجربة واعية ذاتية، وهكذا الحال مع نعومة ملمس فرو قطتي ورائحه القهوة تبدو تلك تجارب حقيقية واضحة، ولت سبيل لانكارها ؛ انها تشكل العالم الذي احيا فيه انها كل ما املك.


ان حقول الطاقة حولنا تتضمن انواع من الوعي؛ الوعي الفردي (افكار العقل الباطن والعقل الواعي لكل اشكال البشرية)


ان اكشافات الفيزياء الحديثة تعلقت باكتشافات جديدة كلياً عن الكون والذي يتطلب منا اعادة النظر والتفكر في قانون "النسبية لاينشتاين"

لان الجنس البشري في نقلة نوعية تتمثل في مستويات مختلفة منها مستوى الوعي ومستوى السلوك الحيوي كل ذلك بسبب الترددات المشفرة في الحمض النووي DNA ، ان تلك الذبذبات تتضمن ذوات اخرى منخفضة تتعلق بالخوف واخرى عالية تتعلق بمشاعر الحب، ان للطاقات تأثيرات كبيرة علينا فأحياناً تكون بشكل طفيف واحياناً بشكل كبير الا انها في كل الحالات تؤثر .


اذا عدنا لمعرفة الحمض النووي DNA بأنهُ عبارة عن حقل كمي حيوي يحتوي على معلومات تقوم بربطك بطاقات الابعاد الروحية وبالوعي كذلك..


لذلك لا يوجد تعريف محدد او على الاقل متفق عليه بين الأوساط الاكاديمية لتلك الحالة التي تتمثل بحالة (الوعي)

وجميع التعريفات كانت ولا زالت متوارثة من بحث لآخر بشكل متكرر دون محاولة تفسيرها والوقوف عليها حتى تعرف بشكل صحيح، لذلك كانت ولا زالت تعريفات ناقصة بلا جدوى،  كـ التعريف الذي يقول: (الوعي هو الادراك) او (الوعي هو صحوة الفكر والعقل) ويمكن ان تكون مجرد تعريفات توصيفية مثل (يتجسد الوعي كأحاسيس او افكار او شعور)

او التعريف العام الذي اتفق عليه العاملون في المنهج العلمي السائد كالاتي:_  الوعي هو ناتج اساسي من الاحاسيس الخارجية المستمدة من البيئة فالحواس تنقل المعلومات الحسية الى جذع الدماغ وخاصة التشكل الشبكي والذي بدوره ينقل ويوزع هذه المعلومات الى المناطق المختصة في القشرة الدماغية التي تؤدي بدورها وبشكل ارتجاعي الى التشكل الشبكي الذي يعمل على نقل ردود الافعال الى الاعضاء الحركية للتعامل مع المستعدات البيئيةهذا هو تفسير العامي والعلمي لـ ظاهرة الوعي. نستنتج من ذلك ان الوعي الذاتي او الوعي بالذات هو الانتباه الى الطريقة التي نفكر بها و نشعر بها وانا اتصرف بناء عليها يعني ذلك فهم مشاعرنا الخاصة وامزجتنا المتنوعة بدلاً من محاولة تجنبها واصلاحها، نكتفي بمراقبة مشاعرنا  وملاحظتها حتى وان كانت صعبة او غير مريحة ونهتم بالكيفية التي نتصرف بها في مواقف معينة و ما هي استجابتها الطبيعية للاشياء ما هي عاداتنا وسلوكياتنا..  بأختصار فـ الوعي بالذات يعني معرفة المزيد حول انفسنا وذواتنا.






الدكتورة حوراء الموسوي 




إقرأ أيضا
شارك
إشترك في بريد المدونة السريع لتبقى مطلعا على الأحداث أولا بأول.

المواضيع ذات صلة