قصة نجاح
(كل شيء إبتدأ بكوب من السكر)
الاسم: عمار نزار
بكالوريوس هندسة نفط وغاز، جامعة خاركوف
إمتياز جامعة البرتا الكندية.
بدأ كل شيء في منتصف فترة التسعينات بذلك المشهد، عندما أهداه القدر زيارة من إمرأة بحثًا عن السكر، لكنها قدمت له دون علمٍ مفتاحًا لعالم الكتب الذي لم يفارقه بعدها.
حين طُرق الباب صباحًا، كان على الجانب الآخر منه امرأةً تطلب سكر لإعداد الشاي وذلك لنُدرتهِ في أيام الحصار، وعندما سألتها والدتهُ عن عملها قالت لها: أنا موظفة في المكتبة (كانت المكتبة تقع في نهاية الشارع).
طلبت منها مقابل ذلك السكر أن تأخذ أبنها معها لإستعارة الكتب، بطاقة الدخول إلى هذا العالم كانت كتبًا للأطفال من مكتبة تقبع في ذاكرة الشارع والطفولة.
ومنذ تلك اللحظة لم يعد عمار والكتب سوى رفيقان لا يفترقان..
الغربة التي تلبسته مبكرًا، في أرض بعيدة وسط ثلوج مدينة خاركوف، لم تقوى على إخماد لهيب شغفه بالقراءة،
كان يتسلل في سنوات الجامعة خلسةً من محاضرات كلية الهندسة إلى أحضان كلية الأدب، تسبب هذا في تلقيه عدة تنبيهات من إدارة جامعته بسبب تغيبه عن المحاضرات ليحضر بدلاً من ذلك جلسات أدبية يقيمها أدباء روس وأوكرانيون مرموقون في كلية الآداب.
بدأ بكتابة الإقتباسات بأسم وهمي لمجلة الجامعة، إلى أن طلبت الجامعة يومًا ما من الطلاب الأجانب كتابة بحوث إلزامية عن شخصيات تأريخية دينية من أوطانهم، لم يتردد في تقديم بحث شامل عن الإمام الصادق (ع).
ولاقى الإعجاب الشديد بعمق البحث من قبل إدارة الجامعة دفعهم لطلب نشره في مجلة الجامعة، ومن ثم لفت إنتباه مجلة سان بطرسبرغ التي طلبت منه النشر بشكل دائم في صفحاتها..
هكذا تحولت السطور التي كان يكتبها خلف الأسماء المستعارة إلى حروف تحمل اسمه الحقيقي، معلنًا بدايةً جديدةً في مسيرته الأدبية. وفي عام 2016، كان إصدار أول كتاب له بعنوان "قصص ماتريوشكا" للأطفال باللغة الروسية، وهو الكتاب الذي يحتضن ثقافتين في قلبه، مزجًا بين عبق التراث الروسي وحكايا الطفولة العربية.
و عند العودة إلى العراق كانت له مشاركات قصصية في الصحف و المجلات إلى أن صدر الكتاب الأول و هو رواية حملت أسم (إنكيميدو)، وبعدها صدرت الرواية الثانية (رقصة تحت ضل فراشة)
والآن هو بصدد المشاركة في جائزة الرواية العربية برواية تحمل اسم (القبر 306)